يعتقد كانط أن للموجودات الأخرى غير الإنسان قيمة نسبية، لأنها تكون موضوعا لميول تروم منها حاجة خارجة عن ذاتها. هكذا يرى الفيلسوف أن الطبيعة العقلية للإنسان تجعل منه غاية في ذاته. لأننا حينما نروم الإنسان، نرومه لذاته. لينطلق الفيلسوف مؤكدا أن تشييء الشخص لنفسه سيحوله إلى أتفه بضاعة في سوق العملة. وبالمقابل، فإن إعماله لعقله في ذاته سيجعله يكتشف أنه موجود يملك كرامة، وسيتعالى بذلك عن كل سعر، وسيحترم نفسه، ثم سيحترم غيره بناء على قاعدتي المماثلة والمساواة. ومن هذا المنطلق نفهم، أن قيمة الشخص تتمثل في وجوده الأخلاقي الذي يجعل من الشخص غاية في ذاته.
إذا كانت مقاربة كانط تطغى عليها مسحة مثالية واضحة، فإن جون راولز J. Rawls، يعالج قيمة الشخص من منطلق فلسفي واقعي واجتماعي. فيرى الفيلسوف، أن قيمة الشخص تتمثل أساسا في مواطنته التي تفترض أن يتحول إلى فرد فاعل في المجتمع، متفاعل مع الآخرين على أساس مبدأي الحق والواجب. لأن المجتمع الديمقراطي – في منظور راولز – يشترط أن يقع التعامل مع الأفراد باعتبارهم أحرارا ومتساويين، وانطلاقا من كفاءاتهم التي تقبل الاختزال في كفائتين هما: امتلاك حس للعدالة، والتوفر على حس معين للخير. ولا يتحدد مفهوم الخير في تعاون بسيط في إطار الحياة الاجتماعية، لأنه يمتد إلى ماله قيمة في الحياة الإنسانية. ومن هذا المنطلق، يؤكد الفيلسوف أن قيمة الشخص تتحدد في ضرورة الانفتاح على الغير، وبالتالي احترامه لمختلف التعاقدات والالتزامات.
أما جورج غوسدورف G. Gusdorf، فينطلق من التساؤل حول ما إذا كانت قيمة الشخص، تتمثل في استقلاليته. ليلاحظ، أن استقلالية الذات لا تمثل الحقيقة الأولى في الوجود البشري، مبينا أن قيمة الشخص تتمثل فيما يبذله من أجل كماله الذاتي، وتلك غاية لا يمكنها أن تتحقق إلا بانفتاح الفرد عن الآخرين.
إن هذا ما دفع بالفلاسفة – في اعتقاد غوسدورف – إلى التمييز في وجود الشخص بين الذات المفكر، والذات الأخلاقية. فالشخص قد ينظر إلى ذاته كوجود متميز ومنعزل وفي غير ما حاجة إلى الآخرين. إلا أن ذلك مجرد وهم، لأن كمال الشخص، وبالتالي قيمته، لا يمكن أن يتحققا في انغلاقه على نفسه، وإنما في إقامة أشكال من التضامن والتعاون مع الغير.
إذا كان كانط يرى أن قيمة الشخص توجد في ذاته، وإذا كان كل من غوسدورف يؤكدان - كل بطريقته الخاصة – أن قيمة الشخص تتحدد في انفتاحه عن الغير، فإن السؤال التالي يحتم نفسه: هل الشخص حر في توجيه ذاته بالشكل الذي يريده؟ أم أنه خاضع لحتميات خاصة؟
إذا كانت مقاربة كانط تطغى عليها مسحة مثالية واضحة، فإن جون راولز J. Rawls، يعالج قيمة الشخص من منطلق فلسفي واقعي واجتماعي. فيرى الفيلسوف، أن قيمة الشخص تتمثل أساسا في مواطنته التي تفترض أن يتحول إلى فرد فاعل في المجتمع، متفاعل مع الآخرين على أساس مبدأي الحق والواجب. لأن المجتمع الديمقراطي – في منظور راولز – يشترط أن يقع التعامل مع الأفراد باعتبارهم أحرارا ومتساويين، وانطلاقا من كفاءاتهم التي تقبل الاختزال في كفائتين هما: امتلاك حس للعدالة، والتوفر على حس معين للخير. ولا يتحدد مفهوم الخير في تعاون بسيط في إطار الحياة الاجتماعية، لأنه يمتد إلى ماله قيمة في الحياة الإنسانية. ومن هذا المنطلق، يؤكد الفيلسوف أن قيمة الشخص تتحدد في ضرورة الانفتاح على الغير، وبالتالي احترامه لمختلف التعاقدات والالتزامات.
أما جورج غوسدورف G. Gusdorf، فينطلق من التساؤل حول ما إذا كانت قيمة الشخص، تتمثل في استقلاليته. ليلاحظ، أن استقلالية الذات لا تمثل الحقيقة الأولى في الوجود البشري، مبينا أن قيمة الشخص تتمثل فيما يبذله من أجل كماله الذاتي، وتلك غاية لا يمكنها أن تتحقق إلا بانفتاح الفرد عن الآخرين.
إن هذا ما دفع بالفلاسفة – في اعتقاد غوسدورف – إلى التمييز في وجود الشخص بين الذات المفكر، والذات الأخلاقية. فالشخص قد ينظر إلى ذاته كوجود متميز ومنعزل وفي غير ما حاجة إلى الآخرين. إلا أن ذلك مجرد وهم، لأن كمال الشخص، وبالتالي قيمته، لا يمكن أن يتحققا في انغلاقه على نفسه، وإنما في إقامة أشكال من التضامن والتعاون مع الغير.
إذا كان كانط يرى أن قيمة الشخص توجد في ذاته، وإذا كان كل من غوسدورف يؤكدان - كل بطريقته الخاصة – أن قيمة الشخص تتحدد في انفتاحه عن الغير، فإن السؤال التالي يحتم نفسه: هل الشخص حر في توجيه ذاته بالشكل الذي يريده؟ أم أنه خاضع لحتميات خاصة؟